الاثنين، أكتوبر ٠٢، ٢٠٠٦

كل يوم

فراشات كثيرة تتطاير في رأسي
ترفرف في كل صوب
أشعر بدوار يلفني
.
.
.
أحتاج إلى ترتيب ذلك الرف
و تلك الطاوله تحتاج إلى تنظيف
و هذه الملابس يجب ارسالها للسيدة غسالة
أما تلك الأطعمه فقد انتهت مدة صلاحيتها فلابد من رميها بالقمامه
إلهي.. كم أشعر بالتعب..الوقت يمر سريعا .. يجري كظبي سريع و الأعمال لا تنتهي
.
.
.
استقبل صباحي دوما برغبة عارمة بالاستئذان أو التغيب عن العمل .. و لكن هذه الرغبة لا تلبث أن تختفي و تتلاشى حينما أتذكر المشرفات و تشددهن " المليق".. أقفز من سريري مسرعة حتى أتفادى زحمة الطريق
أفتح صنبور الماء
فينصب الماء كشلال
و لكن المشكلة أنه باااااااااارد
بارد حد البكاء
أنظر إليه و ينظر إلي
أبتسم
فيمد لسانه مغيظاً
إلهي
لابد من الاقدام
سأغمض عيني و أدخل في خضم هذا الجليد
...
أنتهي من مأساة الماء لتبدأ مأساة الملابس
منذ أن دخلت الشهر السابع من حملي و أنا أعاني من أزمة مع الملابس
حتى تلك الواسعه التي اشترتها خصيصا للحمل صارت ضيقة
و لم يعد لدي سوى أربعة قطع من الملابس " أعيد و أزيد فيهم" كل يوم
و أعلم أنني بعد أيام سأجدها قد ضاقت و صغرتو حينها ستبدأ مأساة أخرى يجب أن أتفاداها بأسرع وقت ممكن
...
ينتهي مسلسل الملابس الضيقه ليبدأ مسلسل الطريق المزدحم و "نحاسة" السائقين التي تصل إلى ذروتها في الصباح الباكر و في رمضان بالذات.. لماذا.. لا أعلم !!؟
...
في الطريق
أفكر كثيراً.. طويلاً
في كل الأشياء
في الماضي
و الحاضر
و القادم
فقاعات الأفكار تكبر و تكبر طوال الطريق
أفكر فيه حينما يجبرني على تناول كميات كبيرة من الطعام
و أفكر في جدتي و هي راقدة بالسرير في غرفتها المظلمة بالمستشفى
و أفكر بصديقتي و خفاراتها التي لا تنتهي
و صديقتي الأخرى التي علمت للتو أنها تحمل جنينها الأول في أحشائها
و أفكر في أمي و أشتاق لها بحجم الكون
أفكر في أختاي و يخنقني الشوق
أفكر في التوأم الجميل و أشتاق لضمهما
أفكر في عبودي خفيف الظل.. في أبي الحنون.. في أخويّ
فتسيل دمعة صغيرة من عيني
إلهي
حياتي لم تعد كما كانت
و أنا لم أعد كما كنت
إلهي.. كم كبرت
و كم تورمت المسئوليات
و كم كبر شوقي و حنيني للجميع
للجميع من دون استثناء
...
يتبع..