الأربعاء، نوفمبر ٣٠، ٢٠٠٥

خواطر ليلة البارحة: رَعْشَةُ حُلُمٍ يَتَحَقّق

قَبْلَ الْبِدَاية : قَصِيدَةُ حُلُمْ
------
تَجيءُ مَناماً مشوباً بالفرح
تُطِلُّ عليّ مَنْهُ ببنطال و " بلوفر " زيْتِيّ اللون
وجهُكَ صامتٌ لا يقولَ سِوَى: " انتظريني"؟
.. و أُصَدِقُكْ
أعيش يومي بَعْدَ الحُلُم بغيبوبةٍ سديميةٍ
أتذكرك و أتمْتِمْ: مَحْضَ حُلُم
يَمُرّ يَوْماً أو أقلّ
تَبْتَسِمُ أمّي و تهمس: سَوْفَ يأتي .. غَداً
تختلِطُ كُلّ الأشياء في ذهني
أَتَساءل بَيْني وَ بَيْني: أهْيَ مَحْضَ صُدْفَة!؟ أَمْ..؟
---
ما فَتِئْتَ - مُنْذُ ذلكَ اليوْم - أسْألُني
هَلْ كُنْتَ قصيدِةً مكسورَةَ القافية.. أمْ شِعْراً مَوْزوناً زارني في حُلُمْ ..؟
أتًساءل و أتحَوّل إلى علامة استفهامٍ كبيرةٍ
تَتَضَخّمْ.. تَتَوَرّمْ.. تَتَعَمْلَقْ
.. وَ
تَنْفَجِرْ
فأجدني مُتَكَوِرةٌ في زاوية الْغُرْفةِ.. أبْكي
* * *
الْبِدَاية: سَديمُ الْحَقيقَةِ/ أنْتَ
------
كُلّ الأشياء تَأتي صَغيرَةً كَسَنْفورٍ رَضيع
إلّا أنت.. تَأْ تي حُلُماً كبيراً فَتَتضاءل.. تَتَقَلّص.. تَخْفِتْ.. ثُمّ
تَنْطَفِئ
هكَذا هُوَ أنْتَ .. و هكَذا هِيَ أحلامي
أشْياءٌ مِنْ سَراب
مِنْ عَوالِمُ أُخْرَى
يَفْصِلُ بَيْني وَ بَيْنَها بَرْزَخٌ شــــاســــِع
* * *
بَعْدَ الْبِدَاية: لِلْمَرّةِ الْأَلْف نَبْتَلّ بالْأَمانِي
-----
.. يَجْري الْوَقْتُ سَريعاً
.. يَفْلِتُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِيّ
.. لا أُفَكِرُ فيمَا سَألْبِسْ
.. لا أُفَكِرُ في الْكحْل
.. لا أُفَكِرُ بِك
لا أُفَكّرُ إلّا بالانْتِظار
..
كَيْفَ سأصْبِرْ
وَ أنَا أرَى حُلُمي يَقْتَحِمْ شِغافَ الْحَقيقَة
يَتَكَوّرْ لِيِكونِ لِهُ بُعْداً ثالَثاً
هُوَ.. أنْتَ
.. تَتَجَلّى أَمَامي كانْعِكاس وَجْهي في الْمَرايا
..كَمَطَرٍ طالَ اشْتِياقُه
.. كَنُعَاسٍ طَالَ انْتِظَارُه
أهُوَ أَنْتَ ذاكَ الذي كان هُنَاكَ يَبْتَسِمْ وَ يُشيحَ بِنَظَراتَهُ عَنّي
كَيْ لا يَغوصُ بي
وَ أطْفو بِه
..
أهُوَ أنْتَ ذاكَ الَذي أتَرَقَبُه؟
أهُوَ أنْتَ ذاكَ الذي أنْتَظِرُه؟
..
..غَريبٌ هُوَ الانْتِظار
يَأكُلُنَا.. يَلْتَهِمُنَا
بِلا رَحْمةٍ
ثُمّ يَرْمينَا عَلَى قَارِعَةِ الْحَدَثْ
فَجْأةً.. نَجِدُ أنّ كُلّ الأشْياء الّتي انتَظَرْناها .. تَبَدَدَت
كُلّ الأشْياء التي تَخَيّلنَاها.. تَحَوَرّت إلى حَقيقَةٍ مُخْتَلِفةٍ
..تَمامَ الاخْتِلاف
..هكذا دَوْماً تَجيءُ الأشْياءَ التي لا نَعْرِفُها
الّتي نَنْتَظِرُها طَويلاً
.. وَ نَحْلُمُ بِهَا كَثيراً
مُخْتَلِفَةٌ كَاخْتِلافِ ألْوانِ الطّيْف
فَادِحَةٌ.. كَوَجَع
غَريبَةٌ كــ . . . أنْتَ
مَنْ أَنْت؟
وَ لِمَاذا أتَيْت؟
لِمَاذا أراكَ دَوْماً تَغوصُ في
.. أحْلامي
.. في أيّاميّ
.. و فِيّ
لِماذا أجِدُكَ تَذوبُ دوماً بِداخِلِي كَقِطْعَةِ سُكّرْ
كشوكولاتَه
.. كَقِطْعَةِ ثَلْج
مَنْ أنْتَ لِتَغْزوَ أيّامي .. ؟
مَنْ أنْتَ لِتَتَسَلَقّني.. لِتَتَفَسّحَ فيّ.. و تَقْتَحِمْ غَابَاتَ غُموضي..؟
أكُنْتَ أنْتَ ذاكَ الّذي تَلَصّصْتُ عَلَيْهِ مَنْ ثُقْبِ الْباب ؟
تَأمَلْتُ وَجْهَهُ الْقَادِمْ مِنْ بَعيد
و " دِشداشتِهِ " الْبَيْضاء النّظيفَة
وَ قُلْتُ لِنَفْسي بِغَباء
لا يُشْبِهُني
!
وَ سَمِعْتُهُ يُثَرْثِرْ مَعَ أمّي
و حينَما أتَيت صَمَت
وَ كَأنّ الْخَجَلَ رَماهُ بِواديهِ السحيقِ؟
أكان خَجَلاٍ أمْ أنّها الصّدْمة
مِنْ تَشابُهي الْفَادِحْ لِتِلْكَ الّتي زارَتْكَ في حُلُم ؟
أوْ رُبّمَا
الْلاتَشابُه النّافِرْ لِأخْرى حَطّت رِحالَها في قَلْبِكَ ذاتَ شَوْق؟
أوْ رُبّما
لَمْ يَكُن التّشابُه هُوَ ما أخْرَسَك
و لا حتّى الاختلاف
وَ لكِنّهُ
صَمْتَ الإعْجاب
أوْ
الاضطِراب
لَنْ أحْزَنْ حينَما يَجيؤني
قَرارَ رَفْضِكَ
وَ لَنْ أُخْبِرُهُم أنّك فَعَلْتَ ذاكَ لأنّكَ
اضطرَبْتَ حِينَ رأيْتَني
و تَرَكْتَ عَيْنيكَ مُعَلَقَتَيْن فِيّ لِبُرْهةٍ
ثُمّ خَجَلْت و َصِرْتَ تَسْتَرِقَ النّظّر كُلّمَا غَفَلَ الْجَميعُ عَنْكَ
وَ لَنْ أخْبِرْهُمْ أنّني شاهَدْتُ رَعْشَةَ يِدِيك
و أنّني تَجَاهَلتُ النّظَرَ إلَيْك بِتَحْريضٍ مِنَ الْحَياء الْفِطْري
وَ لَنْ أعْلِمْهُمْ أنّني سأظّلُ أذْكُرَ مَجيئِكَ
لِأَنّهُ كَانَ خَفيفاً.. و مُباغِتاً.. و مُريحاً جِدّاً
و سَأُصَلّي لأجْل دُموعٍ أقَلّ
وَ ضيقٍ أقَلّ
وَ قَرارٍ صَحيحٍ
سَأُصَلّي لِأجْلِكَ وَ لِأجْلي
.. وَ سَأتَلَهّفُ لِغَد
* * *
مُلاحَظة: كُتِبَتْ هذه الكلمات فَجْرَ الإثْنَيْنَ الْمَاضي